عقدت شركة الاستثمارات الوطنية مؤتمر المحللين للربع الرابع من عام 2023، وذلك يوم الأحد الموافق 10/3/2024، وقد شارك في المؤتمر كلاً من رئيس تنفيذي للمالية السيد/ جريش ناير، ونائب رئيس تنفيذي قطاع الاستثمارات المصـرفية السيد/ بشار خان، ونائب رئيس تنفيذي لقطاع إدارة الثروات السيد/ المثنى المكتوم، الذي استهل المؤتمر بتقديم عرض موجز عن الشـركة ولمحة عامة عن النتائج المالية للربع الرابع لعام 2023، والتي أثبتت فيها الاستثمارات الوطنية نجاح استراتيجية الشـركة الحصيفة وخبرة فريق العمل لديها، وذلك عبر ترسيخ نهج الاستدامة، وبأدائها وإنجازاتها التشغيلية المتميزة، والذي ساعد على تعزيز مكانتها المالية مما كان له الأثر الإيجابي بالاحتفاظ بأصول ذات جودة عالية.
أداء الشركة المالي
واستعرض السيد/ جريش ناير شرحاً تفصيلياً عن المركز المالي لشـركة الاستثمارات الوطنية، إذ حققت الشـركة خلال الإثنى عشـر شهراً المنتهية في 2023 إجمالي دخل وقدره 13.8 مليون دينار كويتي، وصافي ربح بلغ 4.1مليون دينار كويتي، وعائداً للسهم الواحد بلغ 5.2 فلساً، كما هو موضح في بيان الدخل، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2022، حيث بلغ إجمالي الدخل 19.9 مليون دينار كويتي وصافي ربح بلغ 8.7 مليون دينار كويتي وربحية للسهم الواحد 11 فلساً.
مشيراً إلى أن العائد على متوسط حقوق المساهمين والعائد على متوسط الأصول لعام 2023 قد بلغ على التوالي 2.2% و 1.7%، وبلغت نسبة الرافعة المالية 30.3% كما في 31 ديسمبر 2023.
وأضاف السيد / جريش بأن صافي القيمة الدفترية للسهم قد بلغت 217 فلساً للسهم الواحد، وبلغت الأصول المدارة 1.05 مليار دينار كويتي كما في 31 ديسمبر 2023، ومقارنة بنفس الفترة من 2022، بلغت صافي القيمة الدفترية 249 فلساً للسهم الواحد، وبلغت الأصول المدارة 1.12 مليار دينار كويتي.
وعلى صعيد متصل أشار جريش إلى انخفاض صافي ربح الاستثمارات الوطنية المجمع وإجمالي الدخل لفترة الإثنى عشـر شهراً المنتهية في 31 ديسمبر 2023 بنسبة تصل إلى 51% و 31%على التوالي، حيث يعود سبب الانخفاض إلى الخسائر من موجودات مالية بالقيمة العادلة من خلال الربح أو الخسارة، وانخفاض دخل توزيعات الأرباح، مقارنة بالفترة المقابلة لها في 2022. ويعكس هذا الأداء التغيرات التي شهدتها فترة الأرباع القليلة الماضية في الأسواق المالية، ليس فقط بسبب التطورات الاقتصادية الكلية وتشديد تدابير السياسة النقدية التي اعتمدتها البنوك المركزية المختلفة، ولكن أيضاً بسبب العوامل الجغرافية السياسية، حيث سجل مؤشر الكويت تراجعاً بنسبة 9.1% خلال عام 2023، مقارنة بارتفاع قدره 5.35% خلال الفترة المقارنة من عام 2022.
على صعيد آخر أوضح السيد جريش بأن أتعاب إدارة وحوافز ووساطة واستشارات وخدمات خلال 2023 قد بلغت 9.3 مليون دينار كويتي مقارنة بـ 10.9 مليون دينار كويتي للفترة المقابلة لها في 2022. ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسـي إلى انخفاض إيرادات الوساطة من الشركة التابعة بسبب انخفاض أحجام التداول في بورصة الكويت.
وأضاف جريش بأن المصاريف الإدارية قد انخفضت إلى 8.8 مليون دينار كويتي في عام 2023، مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2022 حيث بلغت 9.4 مليون دينار كويتي، وارتفعت تكاليف التمويل إلى 1.8 مليون دينار كويتي لعام 2023، وتعتبر أعلى مقارنة بـ 1.2 مليون دينار كويتي للفترة المقابلة من 2022. وقد جاءت هذه الزيادة نتيجة لارتفاع أسعار الخصم من بنك الكويت المركزي والقروض الجديدة.
وقال السيد / جريش بأن المساهم الرئيسـي للخسارة الشاملة الأخرى والبالغة 7.3 مليون دينار كويتي لعام 2023 هو انخفاض قيمة الاستثمارات المدرجة في دول مجلس التعاون الخليجي بالقيمة العادلة من خلال الدخل الشامل الآخر.
ومن جهة أخرى أشار جريش إلى انخفاض إجمالي الأصول وحقوق المساهمين العائدة للشـركة الأم بنسبة 8% و 13% على التوالي، حيث يعود ذلك بشكل رئيسـي إلى توزيع الأرباح، وتعتبر إجمالي أصول الاستثمارات الوطنية المستثمرة حوالي 77%، منها 12% في العقارات والباقي في أصول أخرى.
أداء القطاعات الرئيسية
من جهة أخرى، أشار السيد / بشار خان نائب رئيس تنفيذي لقطاع الاستثمارات المصـرفية في شركة الاستثمارات الوطنية إلى الأحداث البارزة خلال الربع الرابع 2023، وقال أن الشـركة ترتكز على 4 عناصر استراتيجية تتخذها لتنمية الأعمال وتعزيز المكانة التنافسية وهي: بناء الأصول المدارة، تمكين التكنولوجيا والكفاءات، تطوير الريادة الاستثمارية المصـرفية في السوق وتعزيز الحوكمة.
وبالنسبة لبناء الأصول المدارة والتي تعمل على 3 مبادرات رئيسية، حيث يتم العمل على تطوير الخدمات الاستشارية بطريقة منظمة، مع التركيز على رأس المال الاستثماري والمنتجات العقارية الدولية، وفي سبيل ذلك تقوم الشـركة ببناء فريق طرح قوي من خلال نخبة من المصـرفيين المؤهلين لدعم النمو المستقبلي، بالإضافة إلى ذلك يتم التركيز على السمعة الراسخة لجلب فرص استثمار مشتركة لمستثمري الشـركة، ومن أمثلتها شركة بورصة الكويت، وشركة السكب الكويتية و Lidl France و The Farm، كما أن الإدارة بصدد إطلاق أول صندوق ائتمان عقاري خاص في الكويت.
وتناول بشار خان العنصـر الثاني في الاستراتيجية، والذي يتركز على تمكين التكنولوجيا والكفاءات، حيث أن الشـركة تلتزم بالاستفادة من أحدث تقنيات الأعمال الرقمية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لدفع مرونة العمل والانتاجية والكفاءة، وضمان استدامة الأعمال، والالتزام باستراتيجية الشـركة الرقمية والتي قدمت العديد من الخدمات منها التداول عبر الإنترنت ومنصة العميل و تطوير النظام العقاري، بالإضافة إلى خدمة نظام الاكتتاب الرقمي.
وبالنسبة للعنصـر الثالث فيما يخص الريادة في مجال الخدمات المصـرفية الاستثمارية، وذلك بالتركيز على بناء الشـركة لفريق متخصص وذو دراية تامة بأسواق رأس المال ورأس المال المدين، وتنفيذ الصفقات الرائدة في الكويت، حيث نجحت الشـركة في إتمام واحدة من أكبر عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع التعليم في الكويت، بالإضافة إلى الإصدار الأول للأسهم الممتازة في دولة الكويت. وتماشياً مع التطوير والتحسين المستمر، تعمل الشـركة على تعزيز فرق العمل وذلك من خلال جذب المتخصصين من الفئة الأولى، حيث تم الترحيب بانضمام أربعة أعضاء جدد لفريق العمل.
وفيما يخص تعزيز الحوكمة والذي يعتبر من العناصر في استراتيجية الاستثمارات الوطنية، أشار الى أن الشـركة تواصل في تحسين إطار إدارة المخاطر لتشمل مقاييس كمية ونوعية تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية والتزامها بدعم أعلى معايير حوكمة الشـركات، وتوفير أساس متين للنمو المستدام والنجاح.
من جهة أخرى أضاف بشار خان أن قطاع مينا للأوراق المالية حافظ على أدائه المميز، حيث حققت بعض صناديقنا الاستثمارية أداءاً استثنائياً حتى نهاية عام 2023. فقد حقق صندوق الموارد للصناعة والخدمات البترولية عائداً بنسبة 7.04%. وحقق صندوق زاجل للخدمات والاتصالات عائداً بنسبة 8.05%، في حين حقق صندوق المدى الاستثماري عائداً بنسبة 6.37% لنفس الفترة، وبالتالي فإن مثل هذه النتائج الاستثنائية تعكس الخبرة التي يمتلكها القطاع في إدارة الصناديق بحرفية عالية حتى في ظل تقلبات الأسواق المالية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن القطاع يواصل تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الاستثمارية التي تلبي رغبات المخاطر والأهداف الاستثمارية المتعددة، مما يؤكد حرصه المستمر على تقديم فرص استثمارية متنوعة تناسب كافة شرائح عملائنا.
كما تعتبر شركة الاستثمارات الوطنية شركة رائدة في تقديم خدمة صانع السوق منذ إطلاقها في عام 2021 ، فخلال هذا العام استطعنا من تجديد عقود صانع السوق الرئيسية لعملاء الشـركة الحاليين وذلك نتيجة تحقيقنا لمعدلات الدوران والسيولة المطلوبة على تلك الأسهم بشكل فعال. كما قامت الشركة بتوسيع محفظتها كصانع سوق لتغطي 13 سهم شركة مدرجة في البورصة وذلك بعد انضمام ثلاث شـركات خلال عام 2023 لتحتفظ شركتنا بحصة كبيرة بين الشركات التي تقدم خدمة صانع السوق في بورصة الكويت .
وبالنسبة لقطاع الاستثمارات العقارية فإن القطاع وبسبب الإدارة النشطة وتحسين عقارات الشـركة، كان لها الدور الفعال في تعزيز الأداء العام لمحفظة الشركة العقارية والتي بلغ معدل تحصيلها خلال الربع الرابع 81% وحافظت على معدل إشغال قوي بنسبة 89%.
على صعيد أخر، قدم بشار خان العديد من الحالات التي تعد بمثابة أمثلة واضحة على قدرة الشـركة في اقتناص الفرص وتنفيذها في السوق، مثل بورصة الكويت والتي تمثلت فكرة الاستثمار في الحصول على أصل مهم استراتيجياً بتدفقات نقدية قوية ومتكررة ومستدامة وذلك نظراً لموقعها الريادي في السوق، حيث تم الاستحواذ على حصة مسيطرة في بورصة الكويت في فبراير عام 2019، وبلغت حصة الشـركة المباشرة 14.4 % منذ عملية الاستحواذ، وخضعت بورصة الكويت للاكتتاب العام وعملية الادراج، وبلغ سعر السوق اليوم أضعاف تكلفة الشراء حتى الآن، وحقق الاستثمار عائد إجمالي مضاعف لـ 8.6 مرة وذلك استناداً على قيم السوق حالياً.
وأوضح أن الحالة الثانية التي تمت بخصوص شركة السكب الكويتية، حيث كان المغزى من الاستثمار هو الاستحواذ على أصل التسعيرة التي تتمتع بقيمة جوهرية أكبر بكثير من القيمة السوقية السائدة، حيث تم الاستحواذ على 21% في يناير 2019، وتم عمل اللازم لتحقيق القيمة، وتم استعادة معظم اسهم الشركة في هذه الصفقة حيث بلغ إجمالي العائد المضاعف 1.6 مرة على أساس القيمة السوقية،
أما بخصوص الحالة الثالثة وهي Lidl France فقد قامت الشـركة بتمويل هذه المنشأة لشراء وتأجير وبيع ثلاثة عقارات للتخزين في فرنسا، وتم بيع العقارات وإعادة تأجيرها بواسطة Lidl ومن المتوقع ان يحقق المشـروع عائداً يبلغ 12% على مدى عامين ونصف.
وفي ختام المؤتمر أكدت شركة الاستثمارات الوطنية حرصها والتزامها الدائمين على استمرارها بالتواصل المنتظم والدائم مع عملائها ومساهميها وإطلاعهم بصورة منتظمة على التطورات في الشركة من خلال مؤتمر المحللين الربع سنوي.
